تعاملوا هكذا مع أحلام الطفولة
“ماما أنا عاوز أطير” “بابا أنا نفسي أكون رائد فضاء” “ماما أنا نفسي أبقى أميرة” وأحلام أخرى كثيرة ومتنوعة نسمعها من أطفالنا بإستمرار، منها ما هو واقعي ومنها ما هو خيالي جدا ولا يمكن تحقيقه، ولكن هل فكرتم يوما إن ردودكم كوالدين على مثل تلك الأحلام مهمة جدا، فكيفية التعامل مع أحلام الطفولة يترك أثر كبير جدا في حياة أطفالنا.
أحلام الطفولة:
حلم الطفولة هو ذلك الحلم الكبير الذي لم نعد نحلم به بعدما كبرنا، إن إنقطاع الأحلام في الكبر وتحولها إلى أشياء جادة هو بسبب (محطمي الأحلام) أو مفسدي الأحلام، فإذا قيل لك: “لا تحلم فالأحلام لا تأتي بخير” فلا تستمع لهذا الكلام، فهم يسمون هذا واقعية ولكن الواقعية لا تتطلب أبدا أن نتوقف عن الحلم والسعي لتحقيقه ووضع خطة أو حتى عدة خطط للحصول عليه.
هناك فرق بين الحلم وطول الأمل، أما الحلم فإنه رؤية ورغبة في التحقيق، وأما طول الأمل فهو كسل مرتبط بالتواكل والإعتماد على الأخرين دون النفس، فهذا ما علينا تعليمه لأطفالنا بشكل مباشر أو حتى غير مباشر، فلا تحبطوهم أبدا مهما كان حلمهم صعب المنال، بل شجعوهم ونموا بداخلهم الحماس والعزيمة.
المعادلة المهمة:
طول الأمل + الإعتماد على الآخرين = فشل وهبوط.
حلم + التوكل على الله حق التوكل = النجاح الباهر.
هذه المعادلة كما يصفها لنا أ. إبراهيم الشملان ليست كمعادلات الرياضيات المستعصية بل هي معادلة سهلة جدا، فما علينا سوى أن نتأمل فقط: فمثلا كل طفل صغير قبل أن يمشي إذا وقفت بجانبه سيلوح بيديه نحوك وكأنه يقول لك: إحملني وإرتفع بي فأنا لا أحب أن أبقى على الأرض، بعدها إذا بقي هذا الطفل على الأرض ولم يحمله أحد، جاهد نفسه ليقف رغم أنه يتأذى كثيرا من السقوط المتكرر، هذه العزيمة كرما ولطفا من الله تعالى ورحمة فإذا تغيرت نية هذا الطفل وأحاط به الجهلة المثبطون من العزائم ركن إليهم وصار مثلهم.
لنعود إلى الأحلام :
كم من طفل قال في صغره (أريد أن أصبح طبيبا) سبب هذا أنهم حسبما فهموا ممن حولهم أن الطبيب أعلى رتبة يمكن الحصول عليها من الدراسة ولم يفهموا أن النجاح لا يعني الطب فقط بل كل مجال يتميز فيه صاحبه هو نجاح وعلو، فالمنشد أو القارئ أو الكاتب أو الشاعر أو المهندس أو البيطري أو … كلهم إذا تميزوا في مجالاتهم إرتفعوا وإرتقوا وعرفوا ..
والشاهد إن الطفل دوما يحلم أن يكون الأول والمقدم على سائر الناس لأن في داخله زرعت الهمة العالية، فإذا رأيتم طفلا جبانا أو طفلا كسولا أو طفلا لا يحب النجاح فاعلموا أن خيوطا من الفشل قيدته فإما أن تكون هذه الخيوط من أسرته أو من قرناءه.
نصيحة لكل من له أخ صغير أو أخت ولكل والد ووالدة:
قبل أن يكون التركيز على دراسة أولادكم ركزوا على أحلامهم وطموحاتهم وشجعوهم وساعدوهم، وللأسف فقد رأيت من يشجع أولاده على المعصية كالغناء والطرب وغيره، وأما من نراه ملتزما بدين الله ويعظم شعائر الله فلا يشجع أولاده، وهو أولى بذلك لأن دعوته حق وما يدعون إليه هؤلاء باطل في باطل.
وفي النهاية أود أن أذكر كل أب وكل أم إن الأطفال أمانة سنحاسب عنها يوم الموقف العظيم، فلا تفرطوا في هذه الأمانة العظيمة، وأتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، كما أتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم مع أحلام الطفولة.